من عمر 6 إلى 9 سنوات في المدرسة
10 أنشطة علمية ممتعة تحفّز الفضول لدى الأطفال (6–9 سنوات)
تتميز المرحلة المبكرة من التعليم بأهمية تعزيز فضول الطفل العلمي من خلال أنشطة تفاعلية. فالأبحاث تشير إلى أن تنفيذ تجارب علمية مبسّطة ومشوقة في الصف يعزز رغبة الأطفال في الاستكشاف والتجريب ويطور لديهم مهارات التحليل وحل المشكلاتaljazeera.net. وحتى أبسط الأنشطة العملية تكشف للأطفال المفاهيم العلمية الأساسية وتعزز التفكير العلمي لديهمaljazeera.net. وتُعدّ هذه التجارب الواقعية طريقة فعّالة لتحويل العلوم إلى تعلُّم ممتع، حيث يستخدم المعلم أدواتً وألعابًا بسيطةً تساعد على ترسيخ حبّ العلم منذ الصغر.
الأنشطة العلمية المبتكرة للأطفال (6–9 سنوات)
١-تجربة البركان (العمر المناسب: 6–9 سنوات).
طريقة التنفيذ: بنى المعلم نموذجًا صغيرًا لبركان باستخدام عجينة الطحين أو الطين حول زجاجة بلاستيكية أو برطمان. ضع داخل الزجاجة خليطًا من ملعقتين صغيرتين من بيكربونات الصوديوم (الصودا) وقليل من سائل تنظيف الأطباق، ويمكن إضافة قطرات من صبغة حمراء للتأثير. ثم صبّ الخل ببطء في فوهة البركان ولاحظ مع الأطفال ثوران الفقاعات والفقاعات الغازية الناتجة (تمثيل لثوران الحمم).
الأهداف التعليمية: يعلم هذا النشاط الأطفال التفاعل الكيميائي بين الحمض والقاعدة وكيفية ترافقه مع إنتاج غاز (انبعاث يشبه ثوران البركان). وهي مقدمة جذابة للتفاعلات الكيميائية البسيطةalkhaleej.ae. كما يرسي النشاط فهمًا لفرق الحجارة والسوائل في البيئة (نتائج الفعل وردّ الفعل)، ويشجّع الأطفال على صياغة الفرضيات (مثلاً: ماذا سيحدث إذا أضفنا المزيد من الصابون أو صبغة؟)، وتنمية روح الملاحظة لديهم.
٢-تجربة الغرق والطوفو (العمر المناسب: 6–9 سنوات).

صورة لطفل يقوم بتجربة الطفو والغرق باستخدام إناء ماء وبيض وبقايا لعب متنوعة.
طريقة التنفيذ: احضر حوضًا أو وعاءً كبيرًا مملوءًا بالماء. اطلب من الأطفال جلب مجموعة من الأجسام الصغيرة من الصف (مثل قطع خشبية، فلين، عملات معدنية، قطع فاكهة، إلخ). قبل رمي أي جسم في الماء، دع الأطفال يخمنون ما إذا كان سيطفو أم سيغرق. ثم بدورهم، يلقون كل جسم في الماء ويشاهدون النتيجة.
الأهداف التعليمية: تعمل هذه التجربة على ترسيخ مفهوم الطفو والغرق (تعتمد على الكثافة وحجم الجسم)، حيث يتعلم الطفل عمليًا أن بعض المواد تظل على السطح والبعض يغمره الماءaljazeera.net. كما تنمي التجربة مهارة الملاحظة والتوقع لدى الأطفال، وتشجعهم على محاولة تفسير النتيجة (لماذا يغرق الحجر ويطفو الفلين؟). وبذلك يكتسب الطفل فهمًا أوليًا للسبب والنتيجة الفيزيائية في بيئته.
٣-تجربة الذوبان (العمر المناسب: 6–9 سنوات).
طريقة التنفيذ: جهز عدة أكواب شفافة مملوءة بالماء، وضع أمام الأطفال مواد مختلفة مثل السكر، الملح، الزيت، الدقيق، الفلفل الأسود، بضع حبات أرز أو حبوب فيتامين. قبل وضع كل مادة في الماء، اطلب من الأطفال تخمين ما إذا كانت ستذوب في الماء أم لا. ثم جرّب كل مادة بوضعها في كوب الماء وحرّك المزيج ولاحظوا النتائج.
الأهداف التعليمية: يوضّح هذا النشاط للأطفال قابلية المواد للذوبان في الماءaljazeera.net، حيث يكشف لهم أن بعض الجزيئات الصغيرة (كالسكر والملح) تذوب تمامًا بينما تبقى أخرى كما هي (كالزيت والدقيق). تنمّي التجربة مهارات الملاحظة والتجريب وتحفّز التفكير النقدي عند مقارنة توقعاتهم بالنتائج الفعلية. كما تعزز فهمهم لكيفية تصفح المعلومات (بعض المواد تحلل الماء وبعضها لا)، وتوسّع المفردات العلمية لديهم (مفهوم الذوبان).
4-متاهة المغناطيس (العمر المناسب: 6–9 سنوات).
طريقة التنفيذ: أعطِ كل طفل طبقًا ورقيًا أو لوحًا صغيرًا واطلب منه رسم متاهة بسيطة أو خط متعرج على السطح. ثم امنح الطفل مغناطيسًا صغيرًا آخر. ضع المغناطيس الأول تحت طبق الطفل وبجانبه مغناطيس آخر فوق الطبق (يمسك الطفل المغناطيس العلوي). حرك المغناطيس السفلي ببطء على طول المسار المرسوم، وستلاحظ أنه يتحرك المغناطيس العلوي المماثل فوق الورقة.
الأهداف التعليمية: يكتشف الطفل من خلال هذه التجربة وجود قوى غير مرئية بين المغناطيسات وكيف أنها تنتقل عبر المواد (الطبقة الورقية) دون ملامسة مباشرة. يُنمّي النشاط مهارات التنسيق الحركي والتخطيط (عند رسم المتاهة)، ويعرض مفهومًا فيزيائيًا مهمًا مبسطًا للأطفال: المجال المغناطيسي والتحكم عن بُعد. كما يشجعهم على الاستقصاء (ماذا يحدث إذا زادت المسافة أو أُضيف مغناطيس إضافي؟) ويعزز الفضول تجاه الخواص المغناطيسية للمادة.
٥-استكشاف الأشياء بالعدسة المكبرة (العمر المناسب: 6–9 سنوات).
طريقة التنفيذ: وزّع على الأطفال عدسات مكبرة وأعد صندوقًا أو حقيبة تحتوي على مجموعة متنوعة من الكائنات الصغيرة أو العينات الشيقة (مثل أوراق شجر، قشور فواكه، زهرة جافة، حشرة صفراء بلاستيكية، قطعة قماش ناعمة، إلخ). شجّع الأطفال على استخدام العدسة لدراسة التفاصيل الدقيقة لكل مادة وتدوين أو رسم ما يرونه (مسام الفواكه، تفاصيل أوراق الشجر، نقوش النسيج، وهكذا).
الأهداف التعليمية: يعزّز هذا النشاط مهارات الملاحظة الدقيقة لدى الطفل حيث ينظر إلى العالم بتفاصيل أكبر. تُقوّي العدسة المكبرة حسّه الاستكشافي وتمكّنه من ربط المفردات العلمية بمرئياته (كالكائنات الحية والجمادات). كما يوسّع مداركه بأن يُدرك أنّ هناك طبقات ومكونات غير مرئية بالعين المجردة. ويمكن للمعلم تحفيز التفكير العلمي بالسؤال “ماذا تلاحظ الآن ولماذا تبدو الأشياء بتلك الطريقة؟” لدعم مهارات الاستنتاج.
٦-الذرة المجنونة (مقاطع الماء الصلبة) (العمر المناسب: 6–9 سنوات).
طريقة التنفيذ: املأ وعاءً عميقًا أو صينية بلاستيكية بخليط من ماء ودقيق الذرة بنسبة تقريبًا 1:1 (أضف الماء تدريجيًا حتى تحصل على خليط كثيف). اطلب من الأطفال وضع أيديهم في الخليط واللعب به. شجّعهم على تجربته بالطرق المختلفة: مثل دحرجة المزيج في الكف، محاولة غرس إصبعهم فيه، ثم الضغط بقوة.
الأهداف التعليمية: سيكتشف الأطفال أن الذرة المجنونة تتصرف أحيانًا كسائل (عند تحريكها ببطء) وأحيانًا كصلب (عند ضربها أو الضغط عليها فجأة). تعلمهم هذه الخاصية الفريدة (غير النيوتونية) مفاهيم بسيطة حول خصائص المادة (التغير في الشكل تحت تأثير القوة). وهي تجربة فوضوية مشوّقة تشجع الأطفال على الاستكشاف الحسي وتوسيع أفق الفضول لديهم بشأن الكثافة وتماسك المادة. كما تعزّز قدرتهم على وصف الظواهر (فلنصيغ عبارات مثل: “المزيج صلب عندما نضربه” أو “يسيل ببطء عندما نتركه”).
٧-تجربة حليب الرقص السحري (العمر المناسب: 6–9 سنوات).

صورة لتفاعل ألوان الطعام مع الحليب ومحلول الصابون، حيث ينتشر الطيف اللوني بشكل رائع.
طريقة التنفيذ: صبّ الحليب كامل الدسم في طبق عميق حتى يغطي القاع (بحوالي 1–2 سم). أضف من 3 إلى 5 قطرات من ألوان طعام مختلفة في أماكن متفرقة في الحليب. ثم اغمس قطنة صغيرة في سائل غسيل الصحون واقرّبها (دون غمسها) من سطح الحليب وسط قطرات اللون. ستنطلق الألوان المعلقة لتُشكّل أنماطًا متحركة مذهلة (تبدو وكأنها ترقص) نتيجة تفاعل الصابون مع الدهون في الحليب.
الأهداف التعليمية: يعدّ هذا النشاط مقدمة بسيطة وساحرة لمفهوم التفاعلات الكيميائية وتوزّع الجزيئاتaljazeera.net. فعند إضافة الصابون، يُلاحظ الأطفال تغيرًا مفاجئًا في وضع الألوان (إذ تحل الصابون محل جزيئات الماء على سطح الحليب وتُجبر جزيئات الملون على الحركة). تعلمهم التجربة أن الجزيئات الدقيقة قد تتفاعل وتتغير مواقعها بطرق غير متوقعة. كما ينمّي النشاط الحس الفني لدى الطفل (مما يشجعه على مزج الألوان بتجارب إضافية) ويحفّز الخيال العلمي لديه حول ما يحدث “وراء الكواليس” عند اختلاط المواد.
٨-الشعيرات الدموية الملونة (نقل الماء عبر النبات) (العمر المناسب: 6–9 سنوات).

صورة تظهر حركة ألوان الطعام بين كؤوس ماء متصلة بأعواد كرفس أو مناديل ورقية، مما يوضح طريقة انتقال الماء داخل النباتات.
طريقة التنفيذ: جهّز 3-4 أكواب شفافة مملوءة بالماء حتى الثلث. ضع في كل كوب عصا كرفس طازجة أو زهرة بيضاء (مثل زنبق أبيض أو وردة بيضاء) بحيث تصل نهايتها للماء. أضف لكل كوب بضعة قطرات من صبغة طعام بلون مختلف (أحمر، أصفر، أخضر، أزرق). اترك التجربة لساعة أو ساعتين في الصف، ولاحظ كيف يتغير لون الأوراق أو زهرات النبات مع الوقت. يمكنك أن تُطلِب من الأطفال رسم أو تسجيل اللون الذي وصل إلى أطراف النبات.
الأهداف التعليمية: يوضح هذا النشاط للأطفال حركة الماء داخل النبات عبر ما يُعرف بالشعيرات (الأنسجة الناقلة)، إذ تتحرك الصبغة المختارة من الماء إلى أجزاء النبات تدريجيًاaljazeera.net. تعرف الأطفال بهذه الطريقة على مفهوم نباتي أساسي: أن جذور النبات تمتص الماء والمواد المحلولة فيه وتصل بها إلى الأوراق عبر أنابيب دقيقة. كما يسهم النشاط في تنمية مهارة الملاحظة لمتابعة التغير البصري وتدوينه، ويُنشط الفضول العلمي لديهم للتساؤل عن وظيفة النباتات ودورها في طبيعتنا.
٩-زراعة بذور عباد الشمس (العمر المناسب: 6–9 سنوات).

صورة لطفلة تغرس بذرة شتلة في تربتها الخاصة داخل الصف، مما يعزز الفهم العملي لنمو النباتات.
طريقة التنفيذ: وزّع على كل طفل برطمانًا صغيرًا أو كوبًا شفافًا. املأ القاع بقطن مبلل ثم ضع داخل البرطمان 3–5 بذور (مثل حبوب الفاصوليا أو عباد الشمس) فوق القطن. احرص على إبقاء القطن رطبًا وريّه بالماء يوميًا. دع الأطفال يقومون بتسجيل ملاحظاتهم أو رسم تطور البذرة يومًا بعد يوم: ظهور الجذر، ثم انبثاق البرعم، وصولًا إلى نمو الأوراق الصغيرة. بعد أن تنشأ الشتلة وتظهر الجذور القوية، يمكن نقلها برفق إلى تربة نباتية داخل المدرسة أو الحديقة.
الأهداف التعليمية: تمنح هذه التجربة الأطفال فرصة لمراقبة مراحل نمو النبات من البذرة إلى نبتة صغيرة. فهي تعلمهم الصبر والمثابرة أثناء انتظار النتائج، كما توضح لهم مفهوم البيئة الأنسب للنبات (الماء وأشعة الشمس). وتشجعهم على تسجيل البيانات العلمية (مثل طول النبتة كل يوم) وتنمية عادة الملاحظة اليومية. بالإضافة إلى ذلك، يربط الأطفال بين النظرية والتطبيق الحي؛ فعندما يرون بذرة صغيرة تتحول إلى نبتة، يفهمون المبادئ الأساسية للحياة النباتية ودورة النموaljazeera.net.
١٠-تجربة صنع السلايم اللزج (العمر المناسب: 6–9 سنوات).

صورة لأيدي طفل تمسك بعجينة سلايم وردية لامعة، توضح ملمسها المطاطي اللزج.
طريقة التنفيذ: احضر للأطفال مكوّنات بسيطة لصنع سلايم منزلي آمن: ملعقتان من نشا الذرة أو مسحوق السيليكا (غراء أبيض)، نصف كوب من الصابون السائل أو محلول العدسات اللاصقة (لتحقيق التماسك)، وبعض قطرات من الألوان الغذائية. اخلط المكونات بوعاء عميق واستخدم يديك للعجن حتى تتشكل لديك عجينة لزجة ومرنة (السلايم). دع الأطفال يلونون العجينة ويشكلونها بأشكال خيالية أو يلعبون بها بلطف.
الأهداف التعليمية: تثير لعبة السلايم اهتمام الأطفال بخصائص المادة والانتقال بين الحالات. فهي تمثل مثالًا عمليًا على تغير خصائص المادة؛ إذ تشرح كيف أن اتحاد مادتين أو أكثر يؤدي إلى تكوين مادة جديدة بخصائص مختلفةedarabia.com. تساعد السلايم على تبسيط بعض مفاهيم الكيمياء (مثل البوليمرات واللزوجة) بطريقة ملموسة. كما توفر للطفل متعة حسّية حركية (تشكيل العجينة)، وتشجع الإبداع والتعبير الفني (إضافة ألوان وزينة). ويُذكر أنها لعبة يحبها الكثير من الأطفال لما فيها من متعَ اللعب الفوضوي والممتعedarabia.com.
كل نشاط من الأنشطة السابقة يُعد وسيلة تعليمية عملية لجذب انتباه الطفل ودمج العلم بالمرح. باستخدام هذه الأنشطة التفاعلية في الصف، يتمكن المعلم من بناء بيئة تعليمية محفزة، تزيد من تفاعل الطلاب مع مفاهيم العلوم الأساسية وتكرّس فيهم حبّ الاستكشاف العلمي منذ الصغرaljazeera.netaljazeera.net.
المصادر: تم الاستعانة بأبحاث تربوية ومصادر علمية متخصصة لتوضيح أهداف وفوائد كل تجربة aljazeera.netaljazeera.netalkhaleej.aeedarabia.com.